تنظم الكونفدرالية الديمقراطية للشغل يوم السبت القادم 31 دجنبر 2016 مسيرة بالسيارات من مراكش إلى أكادير تضامنا مع الأخ عبد الله رحمون و مع عاملات و عمال شركة ” ضحى ” المعتصمين لأزيد من سنتين ، و تنديدا بالتضييق على العمل النقابي و ضرب الحريات النقابية .
إن هذه الخطوة النضالية غير المسبوقة هي رسالة واضحة لكل المسؤولين ببلادنا مفادها أن الطبقة العاملة المغربية قد وصلت درجة من السخط و من التذمر لم تعد معها تستطيع تحمل أكثر مما تحملت من إهانات يمكن تلخيص بعضها في الآتي :
– ضعف الأجور التي لا تلبي حاجياتهم الضرورية و حاجيات أسرهم ، هذا في الوقت الذي أتخمت فيه الحكومات المتعاقبة أرباب العمل بالامتيازات المختلفة .
– ضعف أو انعدام الخدمات الاجتماعية الضرورية من صحة و تعليم و سكن و تشغيل … و التي تعتبر إحدى مسؤوليات الدولة و الحكومة الأساسية التي تقاس مردوديتها على أساسها .
– تفشي الفساد و اقتصاد الريع و الاغتناء غير المشروع مع غياب المراقبة و المحاسبة الضروريتين و التي ينص عليهما الدستور و العديد من القوانين التي لا تفعل .
– ضرب المكتسبات و الحقوق و الحريات النقابية بهدف إضعاف العمل النقابي انسجاما مع السياسة المتبعة منذ عقود ، و التي تسعى إلى تفكيك و إضعاف كل مؤسسات المجتمع المدني ، من أحزاب و نقابات و جمعيات .
إنها رسالة سبقتها رسائل عديدة وجهتها الكونفدرالية الديمقراطية للشغل إلى الحكومة ، و إلى الحكومات التي سبقتها ، و من خلالها إلى كل المسؤولين المعنيين بالشأن العام ببلادنا ، و التي بقيت بدون جواب ، فبالأحرى أن يتم التجاوب معها بما يخدم مصلحة بلادنا و مصالح مواطنينا ، عاملين و غير عاملين . أكثر من هذا و أخطر ، و خلال ولاية الحكومة السابقة ، فإن مجرد الحوار في المجال الاجتماعي أصبح مطلبا في الوقت الذي كان يجب أن يكون ممارسة عادية و طبيعية كما نصت عليه مختلف المواثيق و الاتفاقات الموقعة بين النقابات و الحكومة و أرباب العمل .
كلمة أخيرة : لقد خلصت الدول و المجتمعات التي سبقتنا في مجال الديمقراطية و احترام الحقوق و الحريات ، و في مجال التقدم و التنمية ، إلى خلاصة هامة جدا مفادها أن قوة الدولة من قوة المجتمع بأحزابه و نقاباته و جمعياته ، و أن ضعفها من ضعف المجتمع ، و هذا للأسف هو حالنا اليوم و الذي لا يستطيع أي مسؤول أن ينفيه أو يحجبه بالشعارات و باللغة الخشبية التي لم تعد تقنع أحدا . لذلك فإن الأمل معقود على أن يلتقط المسؤولون الإشارات الواضحة التي تبعثها رسالة مسيرة السبت القادم و الرسائل العديدة التي سبقتها ، و أن يقوموا بما يجب أن يقوموا به من فتح تفاوض جدي و تطبيق مقتضيات القوانين و الاتفاقات السابقة و حل المشاكل الاجتماعية المزمنة و تلبية المطالب العادلة و المشروعة .
محمد عطيف