إلى السيد الوزير حتى لا ينام

التادلي الزاوي20 يوليو 2013
إلى السيد الوزير حتى لا ينام

ها أنتم تعبرون بإرادة أو بغيرها مرة أخرى عن ظلمكم للأساتذة الباحثين العاملين بالمراكز الجهوية لمهن التربية ، تلك الفئة من رجال التعليم التي أفنت زهرة شبابها في التحصيل فوجدت نفسها في نهاية المطاف في محطة الغبن والجور . وجدت نفسها محرومة من الكثير من الحقوق التي خولت لغيرها ممن يحملون نفس المواصفات والمؤهلات بناء على اعتبارات غير علمية ولا قانونية . وإذا كان مساعدوكم سيدي الوزير قد همسوا في أذنكم بهذا فلم تقتنعوا به ، فتلك لعمري خطيئة نأبى أن تسجل في ملف مسئوليتكم على رأس وزارة التربية الوطنية ، أما إن أغفلوا أو تجاهلوا فإن ذلك أدهى وأمر. بل هو أم الخطيئات . فلقد حصل الكثير من هؤلاء الذين عينوا بالمراكز الجهوية في شكلها التنظيمي الجديد على الدكتوراه في ما يتجاوز عشر سنوات ، وظلوا عاملين بالثانوي ،صابرين ومرابطين ينتظرون فرجا لن يأت ، محرومين من امتيازات زملائهم الذين عبروا إلى التعليم العالي فغيروا إطارهم ، علما بأن العاملين بالمراكز لا يقلون عنهم كفاءة ولا خدمة ، بل الكثير منهم عمق تكوينه البيداغوجي والمعرفي وأصبح ذا خبرة مشهود بها دوليا . تؤكد على ذلك الندوات والمؤتمرات التي حضروها وقاموا بأدوار طلائعية فيها . وحيث أنكم أصررتم على إذلالهم بجعلهم متدربين أكثر من سنتين رغم عمل كثير منهم بمراكز التكوين قبل مباراة التعيين بالمراكز، فقد حرموا من سيل من الحقوق ولا زالوا ؛ حرموا من الترشح للمشاركة في الحركة الانتقالية لسنتين متتاليتين ، دون وجه قانوني ، وحرموا من الترشح لمجالس المراكز، وقد يحرمون غدا من الترشح لمسئولية إدارة المراكز، لتخلو الطريق أمام من يعرفون جيدا من أين تؤكل الكتف .
أما آن لهذا الحرمان سيدي الوزير أن ينتهي ، أم أنكم تنتظرون المزيد من الفرص لتركيعهم وهم الذين فوضوا للنقابة الوطنية للتعليم العالي أن تدير ملفهم لعلها تجد لديكم آذانا صاغية ، باعتبارها النقابة البديل والشريك .فهل أنتم معتقدون بهذا أم تشكون فيه وتمارون ، لا سيما بعد اللقاء الذي عقدتم مع مكتبها الوطني . وحيث أنكم فضلتم أو فضل بعض مساعديكم أن يصطادوا في الماء العكر بخلق مخاطب بديل سماه جمعية واعتبره ممثلا للأساتذة ،فحضره متى شاء وحيث شاء لتدبير ملف التقويم الذي كان جعجعة ولا طحين ، فنستسمحكم بتذكيركم أن الجمعية لا تقوم ول تحل محل النقابة لتفاوض في أمور جليلة ، مثل ما يتعلق بشؤون الأساتذة ، نستسمحكم لنذكركم أنكم من قال بهذا ردا على جمعية المديرين ، اللهم إلا إذا كنتم تحللون ما تودون وتحرمون ما لا يناسبكم .
الآن سيدي الوزير وقد انتهت السنة التكوينية والدراسية ولسان حالكم يفتخر بالانتصار على المواطنين من مكونات النقابات ، نعدكم ونحن الذين تربينا على الحس الوطني قبل كل شيء ، أن ما كل مرة تسلم الجرة ، فالموسم الدراسي لناظره قريب ، ولن نبقى مكتوفي الأيدي أمام هذا الظلم الذي استشرى وطال ليله ، سيما وملفاتنا على مكتبكم تنتظر الذي يأتي ولا يأتي
وقبل توديعكم وأنتم الذين تصرون على عدم توديعنا ، نغتنم فرصة اللقاء لنقول لكم ولمن يزكي اختياراتكم : تحية للوزير حتى ينام .