سيدي قاسم : موظفو المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية يشتغلون في ظروف مقلقة للغاية

العربي شحمي9 مايو 2018
سيدي قاسم : موظفو المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية يشتغلون في ظروف مقلقة للغاية

 

العربي شحمي – سيدي قاسم

” جزار ومعشي باللفت ” مثال مغربي على كثير من الأهمية، وبوصفه كذلك  فهو ينطبق على واقع حال المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي بإقليم سيدي قاسم، أصابها التلف أو أخذ يصيبها، ولا جهة – بأي لون كانت – تحركت لإنقاذها مما هي فيه، على الأقل حتى لا يقول أحدهم: إذا كانت المديرية الإقليمية هذا حالها؛ فكيف يكون أو سيكون حال مؤسساتنا التعليمية الموجودة على تراب هاته المديرية؟ قول محزن، ولكن الواقع يعلى ولا يعلى عليه .

ومناسبة كلامنا هذا، أن موظفي المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بسيدي قاسم، بحسب مصادرنا، يشتغلون في ظروف مقلقة للغاية، إلى درجة يقول أحدهم : لا يستبعدون، أن في أية لحظة قد تقع الكارثة، لا قدر الله. ويتعلق الأمر بشكل خاص، بأولئك الذين يشتغلون في مصلحة الموارد البشرية، الذين وصل بهم الأمر إلى ممارسة مهامهم، وهم لا يخفون خوفهم الشديد على أنفسهم، وعلى أبنائهم وعوائلهم، جراء حالة جدران مكاتبهم، التي انتشرت بها شقوق بالغة الخطورة ،على المستويين: العمودي والأفقي، مما أصبح معه غير متأت أن تقفل أبواب بعض المكاتب ولا نوافذها، الأمر الذي يرشح وثائق الإدارة للتلف والضياع ، وبسبب هاته أو تلك، قد تضيع مصالح العديد من نساء ورجال التعليم بمختلف الشرائح والهيئات. وربما قد تتعرض حتى لسرقة التجهيزات، خصوصا وأن مقر المندوبية الإقليمية قابل للاختراق من أكثر من مدخل. وللتذكير فقد سبق في السنوات القليلة الماضية أن حدث ذلك ، ولَم ينكشف الأمر إلا بعد العثور على وثائق إدارية كثيرة، من بينها تقارير تفتيش نساء ورجال التعليم، تباع فيها الگلية ( الزريعة )على وجه التحديد …

 

ومن المفيد التذكير، بأن مصلحة الموارد البشرية هي المصلحة الأكثر حساسية وحركية وحيوية ، والأكثر زيارة من لدن نساء ورجال التعليم، والأكثر ارتباطا بهم، بوصفها المصلحة الأكثر ارتباطا بمعالجة أمورهم ذات الصِّلة بأمور عديدة، كالترخص، وشواهد العمل، والترقية والقائمة طويلة. ومن ثمة فإن أي عدم اكتراث بمكاتبها، وبتجهيزاتها، أوبالعاملين بها، ستكون له آثار سلبية على المديرية، وعلى الشغيلة التعليمية، وعلى السير العادي للمؤسسات التعليمية بالإقليم. وهو ما يعني أن لا سبيل للتماطل ولا للتراخي في إيجاد الحل المناسب لهاته المعضلة، فمعاينة المصلحة، والخبط على الجدران، والوعد بالنظر في الأمر، ( ولا هذا ولا ذاك )، ليس ذلك ما يتوخاه الذين يصلون الصباح بالمساء وهم على أعصابهم في ذات المصلحة.

صحيح، ندرك جيدا أن ترميم ما ينبغي ترميمه، أو إصلاح ما ينبغي إصلاحه، بالمديرية الإقليمية ليس بالأمر الهين، كما قد يتصور البعض، كما لا نستبعد، في هذا الأمر بالذات، أن تكون عين المديرية ” بصيرة ” ويدها ” قصيرة “، بمعنى:لا غالب إلا الله . وفِي حال كان ذلك كذلك، أتُتْرك الأمور على عواهنها ؟ وبالتالي، ألاَ يحسُن بالجهات المعنية، بالقوة وبالفعل، أن تتفضل بمعالجة المشكل على وجه السرعة، حتى وإن كانت تؤمن بأهمية المركز، وتلغي الهامش من كافة الحسابات ؟ لأن الأمر هنا متعلق بأرواح قد تزهق، وأجساد قد تتعوق، في حال – لا قدر الله –  هوت المصلحة على ما فيها…