في إطار الاتفاقية الحضارية و التاريخية التي أبرمتها وزارة التربية الوطنية ومديري الأمن الوطني لتطويق جميع مظاهر و سلوكات ظاهرة العنف القديمة / الجديدة و المتسارعة / المقلقة{ بغية تجفيف أسبابها و مصادرها- و القضاء عليها ما أمكن- من فضاءات المؤسسات التعليمية} وو سط الفراغ القاتل الذي يجتاح المدينة في الميادين التربوية والثقافية والفكرية ، بادرت الجمعية الوطنية لمديرات و مديري التعليم الابتدائيفرع طنجة ، إلى تنظيم ندوة ثقافية مميزة يوم السبت 23/03/ من السنة الجارية على الساعة 3 بعد الزوال، بقاعة نادي بن بطوطة الفسيحة تحت عنوان:
العنف بالوسط المدرسي و بمحيطه”
أطر الندوة ثلة من الأسماء الإدارية و التربوية و الجمعوية، وهم:
1- السيد عبد الكبير الهاشمي : بصفته الرئيس المحلي للجمعية، الذي رحب بالحضور في مستهل كلمته مذكرا إياه بموضوع الندوة و أهميتها الإشعاعية في النسيج الجمعوي قصد التخلي عن السلوكات المرضية والنزعات العدوانية، متسائلا في اندهاش مغمور بالغيرة على القطاع: كيف تحولت المدرسة الوطنية التي كانت تربي أولادنا على القيم الكريمة و الأخلاق النبيلة إلى مراتع للفوضى و تفريخ العنف بشتى أشكاله؟
2- بعده تناول الكلمة السيد محمد الحميدي بصفته ممثلا عن الأكاديميةالجهوية للتربية و التكوين ، الذي أشاد بموضوع المبادرة – الندوة- الذي يكتسي أهمية ذات أبعاد ثلاثية غنية وهي :
– راهنيته
– واقعيته
– وملاءمته
ونظرا لكونه- الموضوع- يلامس جوانب و مجالات هامة في حياة و تنمية الوطن، فقد أشار السيد الحميدي بالتصريح الحكومي الاخيرالذي دعا إلى مناهضة العنف ومحاربة الظواهر المشينة بالمؤسسات التعليمية مهما كانت مظاهره و الجهة التي تقف من ورائه” هذا فضلا عن الإجراءات العملية و الميدانية التي قامت بها مؤخرا الأكاديمية و المتمثلة في :
– إصدار مجموعة من المذكرات تنبذ كل أشكال العنف و التمييز.
– إرساء المراصد الجهوية و المحلية لمحاربة هذه الآفة المستفحلة و المتسارعة.
– تفعيل الأندية التربوية و الحقوقية.
– دعم و تشجيع الأنشطة الموازية.
– خلق لجنة جهوية تسهر على بلورة العناصر الناجعة و الإستراتيجية لمحاربة العنف.
بعده تناول الكلمة السيد مصطفى أقبيب بصفته فاعلا جمعويا و مفتشا لمادة الفلسفة من قبل. وقد استهل كلمته بمجموعة من الاسئلة الهادفة ك:
ما معنى العنف؟ ما هي أشكاله و مصادره و آثاره وتجلياته؟ و هل يمكن القضاء عليه أو التفاعل معه؟ للإجابة عن الاسئلة السابقة استعمل المحاضر مقاربةسوسيوثقافية تتوخى الإحاطة بجميع العلوم التي ربطت العنف بالقوة و السلطة و العدوانية و على رأسها علم التاريخ في إشارة إلى الغزوات و الحروب و علم الوراثة مع لومبروزو الذي أثبت في نظرية تاريخية أن الإنسان يولد ملطخا بالجريمة و أن المجرم يحمل دوما سمات فيزيولوجية مخالفة للإنسان العادي سواء من حيث كثافة شعر الحاجبين أو الجمجمه و علم الإجرام و علم الاقتصادحيث ان السرقات المالية تتصدر دوما قائمة الجرائم المرتكبة في سائر المجتمعات و على رأسها المجتمعات الفقيرة و علم السياسة باسم الايدولوجيا حيث يعتبر العالم تروتسكي الدولة تمارس قمة العنف على شعبها قصد تركيعه و احتوائه و علم علوم الإعلام…و غيرها
بعده تناول الكلمة السيد عبد الالاه الفيزازي: رئيس المصلحة التربوية و تنشيط المؤسسات.
الذي اختار تقسيم مداخلته إلى ثلاث عناصر وهي:
1- مقاربة العنف المدرسي من منظور تشريعي ، حيث أشار إلى مجموعة كبيرة من فصول القانون الجنائي التي تضمن حماية الأطفال المتخلى أو المختطفين أو الذين يمارس في حقهم الضرب و الحرمان والاغتصاب أو هتك العرض وذلك من الفصل 479 إلى 486. كما اعتمد مجموعة من المذكرات الوزارية نذكر منها: المذكرة 807 عام 1999 التي تتضمن تخسيسا قويا بالآثار و النتائج الوخيمة للعنف داخل المؤسسات التعليمية. ثم المذكرة 42 عام 2001 التي تتضمن خلق الأندية التربوية و تفعيلها ثم المذكرة 87 عام 2003 التي تطالب بإحياء حيوية الحياة المدرسية، ثم المذكرة 88 بتاريخ 10/7/2003 التي تنادي باستقلال الفضاءات المدرسية ، ثم المذكرة 9 بتاريخ 06/02/2008 التي تتضمن تنمية السلوك المدني و عيرها من المذكرات التي تنبذ العنف بكل صوره.
2- مقاربة العنف المدرسي من الزاوية الواقعية ، فقد اقتصر السيد الفيزازي في هذا العنصر على تلاوة تسجيل العديد من الاعتداءات التي حصلت بنيابة طنجة أصيلة ومنها على سبيل المثال: الاعتداء المشين الذي تعرض له مدير مدرسة المجاهدين و أحد المفتشين بثانوية مولاي سليمان، ناهيك عن العنف القائم بين التلاميذ أنفسهم الذي يفضي في الغالب إلى تخريب وتكسير تجهيزات مجموعة من المؤسسات الأخرى.
3- استشراف المستقبل ، وانتهى في ختام عرضه إلى اقتراح مجموعة من المقترحات الناجعة كبدائل تربوية متميزة لتجاوز و معالجة الأزمة الحاصلة، نذكر منها:
– الاستماع إلى شكاوى و مشاكل و صعوبات المتعلم.
– إشراكه في كل الخطوات و الأوراش التي يقوم بها قسمه.
– تحفيزه على إيجاد الحلول و تشجيعه على الاستمرار و المحافظة على حيويته داخل مجموعة القسم.
لأن في غياب هذا التواصل المفيد و المثمر بينه و بين أستاذه و مجموعة الفصل الدراسي سينكب حتما على العنف الذي سيفضي به إلى:
– تدني مستوى التحصيل الدراسي لدى التلميذ.
– موت رغبته في المشاركة.
– التأخير عن موعد الدخول المدرسي.
– الهروب و التسرب الدراسي، وهذا ما تحاول الوزارة المعنية جاهدة التصدي له.
كل هذا يلتقي في النهاية مع تحسين جودة الحياة المدرسية، كرهان تراهن عليه الأمة المغربية لنظامها التعليمي الذي ظل لسنوات طويلة يعاني و يقاسي.
بعد تناول الكلمة السيد عبد الله الفقير- مدير مدرسة صلاح الدين الأيوبي الواقعة بحي بنكيران بحومة الشوك ،التي تضم ما بين 800 و 900 تلميذ و تلميذة- الذي فاجأ الحضور الكريم بتجربة مدرسته الرائدة في مناهضة كل أشكال السلوكات اللامدنية التي قد تطفو على الساحة المدرسية بين الحين و الأخر. لقد استهدفت التجربة التلاميذ الذين ينحدرون من الأوساط الاجتماعية الفقيرة و التي تعيش الهشاشة و الاحتياج و العزلة. و استطاعت المؤسسة بفضل شراكتها الفاعلة و الفعالة مع منظمة اليونسكو أن تحول العنف الذي صار يدق ناقوس الخطر بشتىبقاع المملكة من ظاهرة متسارعة و خطيرة إلى حالات معزولة و محدودة في الزمان و المكان بالرغم من الواقع المزري الذي يحياه تلاميذ المؤسسة.
أثنى المتدخلون و الحاضرون بشكل عام كثيرا على الندوة و موضوعها المختار و تركوا اعترافات قيمة في حقها ، داعين لجمعية مديرات و مديري التعليمالابتدائي- الأم و المحلية على حد سواء- بالنجاح الأكيد والعمل المتواصل. لتذكير فإن المكتب التنفيذي للجمعية المحلية لمديرات و مديري التعليم الابتدائي يتكون من:
1- عبد الكبير الهاشمي: رئيسا
2- رشيدة حكيمي: نائبته
3- رشيد الجبلي: كاتبا عاما
4- محمد بويهي: نائبه
5- عبد المجيد دبون: أمينا للمال
6- فاطمة الخلفي: نائبته
7- رشيد البقالي: مستشارا
8- الخليل خرخور” مستشارا
9-نجاة بندادا: مستشارة
– ترى هل حققت الجمعية المحلية أهدافها المتوخاة ؟ و هل حقق الجمهور الحاضر{ مدراء و فاعلون تربويون و جمعويون وإعلاميون…} رغبته المتعطشة في مثل هذه المواضيع الراهنة؟
– أخيرا ماهي المكانة الإشعاعية و التربوية و الحقوقية و الثقافية التي سيحققها هذا الحدث المميز لنيابة طنجة أصيلة في هرم وزارتنا المحترمة؟
ذ: الحسين وبا / فاعل إعلامي