تخليدا للذكرى 70 لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال، نظمت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة مكناس تافيلالت، بتنسيق مع كل من المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، والجماعة الحضرية لمكناس، مهرجانا خطابيا وحفلا ثقافيا، تحت شعار: ” 11 يناير: نضال عرش وشعب من أجل الحرية والاستقلال، ودرس مستمر في التربية على الوطنية والمواطنة” ، وذلك يوم الخميس 09 يناير 2014 بقاعة الاسماعيلية، الهديم بمكناس.
فتنفيذا للتوجيهات الملكية السامية الداعية إلى ضرورة إيلاء المزيد من العناية بتاريخنا الوطني، ومواصلة مساره المتجدد، ” بنفس روح الوطنية الصادقة والتعبئة الجماعية، لصيانة الوحدة الترابية والنهوض بالتنمية الشاملة، وفي إطار الاحتفاء بالذكرى السبعين (70) لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال، وتنزيلا لمقتضيات الميثاق الوطني للتربية والتكوين، الرامية إلى الاعتزاز بملاحم العرش والشعب، وسيرا على النهج الذي دأبت عليه أكاديمية التربية والتكوين لجهة مكناس تافيلالت لتخليد المناسبات التاريخية والوطنية حرصا على الوفاء لما لها من دلالات وأبعاد قيمية وتاريخية ووطنية، انطلق هذا المهرجان الخطابي البهيج على وقع ترتيل آيات بينات من الذكر الحكيم في جو من الخشوع، وبعدها وقف الجميع لترديد النشيد الوطني المغربي رفقة براعم عدد من المؤسسات التعليمية بنيابة مكناس.
وقد تميزت فقرات المهرجان الثقافي الخطابي بتنوع محاوره بين إلقاء كلمات للجهات المنظمة حول الذكرى المجيدة، وعروض قدمها تلاميذ وتلميذات المؤسسات التعليمية بمكناس بتأطير من المركز الجهوي للتوثيق والتنشيط والإنتاج التربوي بالأكاديمية، حيث أكد السيد رئيس المجلس البلدي بمكناس في مداخلته ،”على الحمولة الوطنية لذكرى 11 يناير والقيمة التاريخية، والتي يجب على الشباب استلهامها من حيث البطولات العظيمة التي أسسها رواد الحركة الوطنية وجيش التحرير وأبناء الشعب المغربي قاطبة”، مما يستوجب الوقوف عندها وقفة احترام وتقدير لكل المقاومين وأعضاء جيش التحرير وفي مقدمتهم جلالة المغفور له محمد الخامس.
أما السيد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير فاستطرد في إبراز مضامين الذكرى في سياقها التاريخي والوطني، بما جسدته من التحام تام وتوحد قل نظيره بين العرش العلوي و الشعب المغربي، و هي كذلك احتفاء برجالات الحركة الوطنية والمقاومة وبأعضاء جيش التحرير، كما أن الذكرى هي مناسبة للوفاء للبطولات الخالدة التي صنعها المغاربة بإيمان صادق لقضيتهم الوطنية العادلة وحقهم في الاستقلال تحت القيادة الرشيدة للعرش العلوي، وصيانة الروح الوطنية وحب الوطن والاعتزاز بالانتماء للوطن لدى الأجيال الصاعدة…
إثر ذلك تناول الكلمة السيد محمد جاي منصوري، مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة مكناس، أبرز من خلالها أن تخليد الذكرى 70 لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال هي درس مستمر في التربية على الوطنية والمواطنة، مؤكدا أنها وقفة احترام وإجلال ووفاء لملاحم الحركة الوطنية في سبيل تحقيق الاستقلال، وهي كذلك اعتراف بأقطاب قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير كأعمدة خالدة في الذاكرة الفردية والجماعية لجميع المغاربة.
وأكد مدير الأكاديمية، أن ” استحضار الفعل النضالي التاريخي المجيد للوطن ما هو إلا السند الحامل لبطولات الشعب المغربي، واستحضاره يروم الى نقل صفحاته المشرقة، وتلقين قيم فصوله وسلوك دروسه الوطنية إلى شباب ما بعد الاستقلال”. كل هذا يتم في ظل الحفاظ على الذاكرة التاريخية المحلية والجهوية والوطنية، مضيفا أن ” الغاية الرصينة والفضلى من الاحتفال بالذكرى هي ربط الماضي بالحاضر وجعل المستقبل يسترشد بالبطولات والملامح الشعبية لتحرير الوطن وصونا للتوا بث الوطنية العامة “.
وإلى جانب الكلمات الرسمية بالمناسبة، تضمن الحفل كلمات أخرى، نوهت بحرص الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة مكناس تافيلالت والمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير والجماعة الحضرية لمكناس، على الوفاء للذكريات الوطنية الخالدة، مطالبين تعميمها بالأكاديميات الجهوية الأخرى عبر ربوع مغربنا الحبيب، بغية ترسيخ توابث ومقومات الهوية المغربية لدى الأجيال الصاعدة، وإشاعة ثقافة الوطنية والمواطنة لديها، حتى تتأهل لمواكبة الإصلاحات والأوراش التنموية الكبرى، حتى يكونوا خير خلف لخير سلف…
إضافة إلى ذلك، تميز الحفل الخطابي بفقرات متنوعة وأنشطة تنوعت بين ما هو فني وما هو ثقافي من خلال تقديم عرض تحت عنوان ” ذكرى 11 يناير، درس في الوطنية والمواطنة”، شارك في تقديمه ثلة من تلاميذ المؤسسات التعليمية بمكناس، يؤرخ لمختلف المراحل والخطوات قبل وبعد تقديم وثيقة الاستقلال، ونبذة من سيرة وتاريخ الرعيل الأول، الذي بفضله حق للمغرب أن ينعم بالاستقلال والحرية والعزة والكرامة. كما تم بنفس المناسبة، توزيع جوائز مالية تشجيعية مهمة لفائدة الطلبة والطالبات الفائزين (ات) في مباراة أحسن البحوث الجامعية.
و في ختام الحفل، تمت تلاوة البرقية المرفوعة الى صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله.
عن موقع الأكاديمية