احتضنت الثانوية التأهيلية بلحس الوزاني التابعة للمديرية الإقليمية بأسفي الأربعاء 19أبريل 2017 لقاء تربويا لفائدة أساتذة الفلسفة أطره المفتش المتدرب جواد أمــغوس حول موضوع “موقع وأهمية أنشطة الكتابة في الدرس الفلسفي”.
وفي هذا الإطار قدمت الأستاذة إيمان الشليحي درسا تجريبيا لتلامذة الباكالوريا، الهدف منه تدريبهم على تقنيات الكتابة الإنشائية الفلسفية وتَمَلّك عناصرها الفلسفية المستندة إلى مبادئ التفكير الحر، وقد تم الاشتغال على موضوع مباراة أولمبياد الفلسفة الذي أجرته الجمعية المغربية لمدرسي الفلسفة بشراكة مع وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني في مرحلته التمهيدية يوم 15أبريل 2017 .
بعد متابعة مختلف خطوات الكتابة الإنشائية الفلسفية المعتمدة رسميا على مستوى التعاطي مع صيغة السؤال الإشكالي المفتوح، والتي أبرزت من خلالها الأستاذة إيمان الشليحي رفقة تلامذتها مجهودات ذات صبغة تفاعلية لحل الإشكالية الفلسفية التي تِؤرق بال المتعلم، سواء على مستوي النمطية التقليدانية والتحرر أو على مستوى التقويم.
وفي اللقاء ذاته تطرق الأستاذ المفتش إلى إشكالية إدماج أنشطة الكتابة في الدرس الفلسفي، مشيرا إلى أن أنشطة الكتابة التي لا تنحصر في التمارين فقط بل تتعداها إلى أشكال أخرى، ومنبها إلى أن الفلسفة بطبيعتها لا تقبل التنميط والنمذجة، لأنهما يتعارضان مع التفكير الحر والمسؤول، موضحا أن الكتابة تفكير فهي معنية أيضا بهذه الإشارات و التنبيهات.
وفي سياق موقع و أهمية أنشطة الكتابة في الوثائق الرسمية أكد أمغوس أن منهاج المادة سنة 2007 لم يقدم تصورا إجرائيا واضحا و دقيقا، لما اعتبره السيد المؤطر تعليم “التفكير كتابة”، الأمر الذي يطرح جملة من الأسئلة المشروعة و يغذي فراغا عند المدرسين يتعلق أساسا بممكنات و أشكال، واستراتيجيات تدريب التلاميذ على التفكير كتابة.
وقبل مناقشة الدرس التجريبي ذكّر السيد المؤطر بما سماه شرعيات إدماج أنشطة الكتابة داخل درس فلسفي وهي:
- الشرعية الفلسفية :
تستمد جذورها من اللحظات الأولى لميلاد الفلسفة حيث ساهم انتشار الحروف الابجدية الإغريقية، وتعلم الكتابة بالمجتمع اليوناني/الإغريقي في نضج.
هذه الكتابة نفسها، هي التي ستسمح لأفلاطون بجعل روح أستاذه سقراط تحلق بيننا اليوم وروح السفسطائيين و غيرهم من الما قبل سقراطيين، يضيف أمغوس، موضحا أنه دائما على مستوى الشرعية الفلسفية نجد الفيلسوف الألماني “مارتن هايدغر” في كثير من مواقفه يعتبر أن الكتابة وبما هي لغة مسكنا للوجود وبنى رمزية يبني بها الإنسان عوالم ميتافزيقية يتخذ فيها المعنى معنى آخر..
- الشرعية البيداغوجية :
الكتابة في هذا الصدد مدخل لتعلم التفكير الذاتي وإلغاء وصاية المدرسين، فكانط الفيلسوف الألماني يعتبر أن من يعلم التفلسف لا يلقن المضامين، وإنما يلقن العمل و التفكير الشخصي الذي تضمنتهما الكتابة الفلسفية بشكل أصيل.
من جهة أخرى نجد الفيلسوف هيغل في نموذجه البيداغوجي، يدعو طلبته إلى تسجيل الأفكار، ويفاجئهم بأن يطلب منهم ما دونوه من أفكار وملاحظات..
الشرعية الديداكتيكية:
الانفتاح على نموذج ميشيل طوزي في تعليم الفلسفة يكشف أهمية اعتماد الانشطة الكتابية، وإعدادها و برمجتها بشكل مسبق في بناء دروس الفلسفة، مادام و كما يرى ميريو التلميذ لا يتقدم فيما يرى و لا فيما يسمع، بل فيما يفعل و الكتابة هنا فعل ذاتي حقيقي.
الكاتبة الفرنسية “جاكلين روس” تعتبر أن قراءة النصوص الفلسفية والوقوف على استراتيجيات كتابتها، مدخل حاسم في تعليم الكتابة الإنشائية و الحفاظ في مادة الفلسفة على الطابع الفلسفي.
في النهاية ختم الأستاذ المفتش مداخلته بقولة لا تخلو من الحكمة البيداغوجية “قل لي ماذا تكتب أقول لك من أنت”، فاسحا بذلك المجال للحضورمن أجل إغناء النقاش بتجاربهم الصفية حول إدماج أنشطة الكتابة في الدرس الفلسفي..
عبد الجبار بنمباركة/ أستاذ مادة الفلسفة وباحث تربوي