معاناة رجال ونساء التعليم مع برنامج “مسار”

الحسين النبيلي23 يناير 2017
معاناة رجال ونساء التعليم مع برنامج “مسار”

جاء برنامج “مسار” والذي يتم تعريفه بمنظومة معلوماتية، تستخدمه وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني لتدبير نقط التلاميذ والتلميذات بدل الشكل التقليدي الذي كانت تُدبّر به من قبل، لتحديث القطاع وتطويره تماشيا مع روح العصر. غير أن مساره بالذات عرف تعثرات كثيرة، تحوّل معها إلى معاناة للعديد من رجال ونساء التعليم، تجلت في التعبير عن استيائهم تجاه الخادم الإلكتروني المركزي لبرنامج مسار، الذي صُرفت عليه أموال باهظة دون أن يؤدي الخدمات المطلوبة منه.

وقد عبّر عدد هام من رجال التعليم ونسائه عن تذمرهم بسبب ضياع كثير من الوقت لحظة رغبتهم إدخال النقط، لأن ذلك لا يتم بطريقة سهلة وسلِسة حيث يبقى الأستاذ أوالأستاذة ساهرا أمام الحاسوب من أجل تمكين تلامذتهم من بيان نقطهم دون جدوى.

وفي حديثه للموقع أكد أستاذ لمادة اللغة العربية أن برنامج مسار يحتاج إلى إعادة النظر فيه برمته، وذلك “بتمكيننا من برنامج سهل الولوج ندخل فيه النقط بسرعة فائقة، عوض ما هو موجود حاليا والذي يزيدنا مرضا للأعصاب، حسب تعبيره بفعل الانتظار الممل والمحاولات الفاشلة في كل مرة والتي تتعدد بين اليوم والليلة. فيما طالبت أستاذة أخرى بمعرفة حقيقة الأموال الباهظة التي صُرفت على هكذا برنامج ليكون دون المستوى المرغوب فيه، “حيث تتجند أسرتي بكاملها، تقول الأستاذة لتحيُّن الفرصة النادرة التي يكون فيها برنامج  مسار ميسرا لإدخال النقط، حيث تكون اللحظات عصيبة معه” وغيرها من الانتقادات، حيث ذهب أساتذة وأستاذات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إلى أن برنامج مسار لا يرقى إلى المرجو منه، إذ أصبح مشكل تعطّله وبطئه يتكرر عند نهاية كل أسدوس ليتوقف عن العمل بسبب الاختلالات على مستوى إعداد نتائج المتمدرسين، ناهيك عن غياب اللوجيستيك الذي توفره الوزارة لأطر تربوية وإدارية أخرى في القطاع ذاته يضيف أحد الأساتذة عبر صفحته في الفايسبوك، فيما يتم تغييب نفس اللوجيستيك عند الأستاذ والأستاذة، حيث يتحمل مصاريف شراء حاسوب وربطه بشبكة الأنترنيت أو التنقل إلى “cyber” في هدر واضح للوقت والمجهود والمال، ودون أي تحفيز أو تكوين من الوزارة الوصية يضطر معها الكثير منهم طلب مساعدة من أشخاص آخرين من ذوي الخبرة في مجال الإعلاميات، أو التنقل من مجال العالم القروي أو من منطقة نائية بحثا عن موقع توجد فيه شبكة الإنترنيت في أحسن الأحوال، فيما دعا آخرون إلى توفير خوادم جهوية وإقليمية ولِمَا لا محلية، توفر السرعة المطلوبة في الحدود المقبولة على الأقل.

ومن جانبهم أوضح أحد الإداريين العاملين بالقطاع أن هذا المشكل يتكرر سنويا و يحرم العديد من المتعلمين من  بيان نتائجهم، حيث يضطر هؤلاء السهر إلى وقت متأخر في الليل، أو النهوض في الساعات الأولى من الفجر لولوج برنامج مسار عساهم ينالون فرصة عملية إدخال النقط والتي تكون محدودة في الزمن من طرف الوزارة الوصية، مما يجبرهم على قضاء وقت غالبا ما يكون طويلا جدا أمام الحاسوب، بسبب ضعف خوادم مسار من أجل حساب المعدلات و استخراج بيان النتائج.