امتحان الباكالوريا بخريبكة: الارتجال والتسيب في تدبير الموارد البشرية المكلفة بالمراقبة

تعليم نت13 يونيو 2013
امتحان الباكالوريا بخريبكة: الارتجال والتسيب في تدبير الموارد البشرية المكلفة بالمراقبة

لا شك أن امتحان الباكالوريا استحقاق وطني ينبغي أخذه بالجد اللازم ، وتدبيره بالدقة والموضوعية والنزاهة والشفافية لتجنيبه كل أشكال الاستياء الذي يمكن ان يدخل الخلل إلى مساحاته المادية والمعنوية ، لكن المتتبع لأطوار إجراء الامتحانات الوطنية بخريبكة يلاحظ عناصر الخلل القديمة الجديدة تستمر في كل مرة، وتخضع لمزاجية رئيس المركز ومعاونيه مادامت المساطر مقتضيات عامة غير محددة الأجرأة ، هكذا وبتتبع بسيط لبعض المراكز في خريبكة استنادا إلى معطيات ميدانية ، أو تصريحات لبعض المصادر الموثوقة يمكن تسجيل :
– وجود فائض عر يض من المراقبين في بعض المراكز ترتب عنه وجود احتياطيين أكثر من مراقبين فعليين ، وهو ما يطرح مشكلة التوزيع العادل لفترات المراقبة ، ويفتح المجال أمام أشكال من السلوك غير المقبول من وجهة نظر التدبير الموضوعي السليم للمسألة.
– بالنظر إلى المعطى السابق لجأ بعض رؤساء المراكز إلى وضع جداول للمراقبة محددة سلفا، يعفون فيه المرا قبين أنصاف أيام محددة، وبعض الرؤساء لايفعلون رغم أن فائض المراقبين لديهم يتجاوز مائة في المائة ، بحجة أن لديهم تجارب مع الغياب والتأخير عن موعد الإجراء. وبعض المراقبين لا يثبتون لا في الحراسة الفعلية ولا في الاحتياط، يعني أنهم متخلى عنهم أو ما شابه. وبعض المراقبين من أصحاب الجبهة العريضة ( السنطيحة) يفرضون على المكلفين بالتوزيع تمتيعهم بأنصاف أيام معينة غالبا ما تكون صباحية ومتعبة.
– في هذا الإطار أيضا كان لبعض رؤساء المراكز اجتهاد غريب بعيد عن المعقول، بحيث خصص لأستاتذة التعليم الثانوي التأهيلي نصف يوم من الراحة ، ولأستاذاته نصفا يوم، ولأساتذة التعليم الإعدادي نصفا يوم ، ولأستاذاته ثلاثة أنصاف.
– الغائبون عن المراقبة كثر ، وبعضهم يتمتع بحماية ما ، لأنهم متعودون على هذا السلوك في مواعيد سابقة ولم يتخذ في حقهم أي إجراء مادام الامتحان قد مر بخير، وهي مسألة ينبغي أن يتحمل فيها المسؤولية الذي يتستر، بحسن نية أو بسوئها، على هذا الغياب .
– المتأخرون المتذاكون الذين يحضرون بين الثامنة تماما والثامنة والنصف، حتى يتخلصون على الأقل من فتيرة الإعداد الأولي للامتحان داخل القاعة ، أو ربما يرجون أن يعفى عنهم ، ولا ندري من يسمح لهم بدخول المركز بعد توزيع الأوراق، ولماذا التساهل في هذا الأمر والتعليمات واضحة، وحجة بعضهم إيصال أولادهم أو زوجاتهم ، ومنهم من لاحجة له إلا التذاكي.
– عدم الملتزمين بضوابط العمل ، المستهترين بإجراءاته من المراقبين ، وحتى الممتحنين ، إذ سجل سحب أكثر من هاتف من التلاميذ قبل بداية الاختبار، رغم أن التعليمات تقتضي عدم إحضاره بالمرة، وسجل استعمال مراقبين لهواتفهم لأغراضهم الشخصية طبعا ، وقد تم تنبيه بعضهن شفويا.
هذا وسجل بخريبكة موقف غريب هو أن التلاميذ جد مستائين لتشديد المراقبة عليهم، وهم وآباؤون يدعون على مراقبيهم بأن تصيبهم كل الشرور، وينعتون بعض من لا يسلط عليهم عينيه طيلة فترة الإجراء بالظرف والطيبوبة والنبل، وعداهم بالقبح والسوء والوحشية.

م.د خريبكة