فاعلية المدرسة العمومية بين الأمس وليوم

الحسين وبا20 أكتوبر 2013
فاعلية المدرسة العمومية بين الأمس وليوم

لا أحد يمانع في كون حقل التربية والتكوين يعد مجالا اجتماعيا حيويا بامتياز، وان المدرسة أضحت من خلاله تعد احد الرهانات القوية التي تبرمجها الدولة في أجندتها السياسية قصد جني ثمارها المستقبلية، فهي بلغة الخبراء الاقتصاديين رافعة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة.
– لكن ماذا يحدث مع تجارب منظومتنا التربوية؟ وهل هناك من مقارنة بين المدرسة القديمة و الحديثة؟ للإجابة على السؤالين المحوريين نقول:
عرفت المنظومة التربوية في العقدين الأخيرين- بالضبط مع حكومة التناوب- اهتماما واسعا، حيث بذلت مجهودات جهيدة ، وقد تمثلت أساسا في تشكيل الملك المرحوم الحسن لثاني لجنة من مختلف المشارب الفكرية والسياسية والمهنية ،للوقوف على إصلاح النظام التعليمي، فضلا عن الندوات العلمية و الإعلامية و الاوراش التكوينية التي أقيمت بالمناسبة.كما ضخت أموال طائلة، حيث وظفت 29،5 مليار لمشاريع المخطط ألاستعجالي، بغية زرع الروح من جديد في شرايينها وأوعيتها الدموية. إلا أن النتائج- وللأسف- لم تزل بعيدة عن تحقيق المقاصد الكبيرة و الأهداف الاجرائية وعلى رأسها:

1- تأهيل وتطوير الإدارة التربوية.
2- النهوض بالموارد البشرية للقطاع.
3- محاربة الهدر المدرسي.
4- تحقيق الجودة التعليمية.
5- توسيع العرض التربوي.
6- إعادة تأهيل الفضاءات المدرسية.
7- جعل قضية المتعلم المغري فوق كل اعتبار.
8- فك إشكالية الإكتظا ظ.
9- تبني مقاربات بيداغوجية جديدة لمعالجة ظاهرة التكرار.
10- تقوية برامج الدعم الاجتماعي.
11- تشجيع تمدرس الفتاة القروية.

والحال أن المدرسة التي كانت سائدة في الماضي، و التي كثيرا ما وصفنا مدرسيها بالفقهاء المتشددين و طرائقها بالعقم وحجراتها بالسجون المغلقة: كانت ذو فعالية كبيرة، لدرجة أصبح الآباء والأمهات وأولياء أمور التلاميذ يحنون إليها كثيرا، لأنها على الأقل لعبت دورا مركزيا في تعليم أولادهم وتربيتهم تربية أخلاقية حسنة. أما اليوم و بالرغم من الإمكانيات الموجودة والإصلاحات الحاصلة ، فالتلاميذ ينتقلون من مستوى إلى آخر بدون قدرات علمية/معرفية ولا كفايات في اللغة( العربية و الفرنسية) والحساب والتواصل، ولا قيم ولا مبادئ تربوية/خلقية تذكر لديهم.ولعل استفحال ظاهرة العنف المقلقة في صفوفهم سواء داخل الفضاءات المدرسية أو خارجها لتعد الدليل الفاحم في هذا الباب.

– ترى ما هي بدائل الخروج من هذه الأزمة؟ والى متى سيبقى الفاعل التربوي مغيبا عن المشاركة والحوار في هذه الأزمة؟
باحث في علوم التربية