وزير التربية الوطنية يلغي نحو أربعة وعشرين تعيينا كان قد وقعها المدير السابق للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الغرب الشراردة بني احسن .
في سابقة هي الأكثر جرأة، والأكثر تبصرا ، والأكثر تعبيرا عن اللحظة الفارقة التي تعيشها قطاع التربية والتعليم ، السيد وزير التربية الوطنية ، فاجأ الجميع ، بما فيهم أولئك الذين لا يرون في الكأس إلا النصف الفارغ ، بتشطيبه ، في بحر الأسبوع المنصرم ، على نحو أربعة وعشرين تعيينا، كان المدير السابق للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الغرب الشراردة بني احسن ، قد وقعها قبيل إحالته على التقاعد بيوم أو يومين ، في مسعى منه لتفويتها ، ضدا على المرجعيات التشريعية ، والقانونية المعمول بها في الانتقالات الجهوية ، لتنظيم نقابي كان لا يجد حرجا في المجاهرة بالانتماء إليه . وكان قد حدد تاريخ مفعول البعض منها في مطلع السنة الدراسية المقبلة : 2013 ـ 2014 .
و الجدير بالذكر أن هذا القرار الجريء ، الذي عجل بإلغاء لائحة التعيينات السالفة الذكر ، تلك التي ، ولا شك ، أضرت بمصداقية الأكاديمية الجوية لوزارة التربية الوطنية لجهة الغرب الشراردة بني أحسن ، وربما حتى بوزارة التربية الوطنية نفسها ، وبالقيمين على الشأن التعليمي بها ، في شقيه الأول المتعلق بتدبير الموارد البشرية ، والآخر المرتبط بالعلاقة بين الفرقاء الاجتماعيين والوزارة ، قد خلف ارتياحا كبيرا لدى أسرة نساء ورجال التعليم ، بجهة الغرب الشراردة بني احسن .. كما في أوساط التنظيمات النقابية بها . باستثناء تلك التي صمت آذانها من أثر الصدمة، ومعها من ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ، وقدروا أن لا قدرة للسيد الوزير على إصلاح ما أفسده السيد المدير . خصوصا وأن القرار يخدم بشكل جلي للعيان حيادية المرفق العمومي ، و يضمن قدرا معقولا من الإنصاف ، ومستوى محترما من تكافؤ الفرص لكافة نساء ورجال التعليم بالجهة ٠ و كما جاء طي البيان الذي أصدرته الكتابة الجهوية للجامعة الوطنية لموظفي التعليم التابعة للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب لجهة الغرب الشراردة بني احسن ، وإضافة إلى هذا وذاك ، يساهم في قطع الطريق على كل من يريد الاتجار بمصالح الشغيلة التعليمية . وفي التصدي للريع الإداري والريع النقابي صيانة لمصالح نساء ورجال التعليم بالجهة .
وكانت الجهة ، التي استفادت من الكرم الحاتمي الذي فاجأ به السيد المدير الأصدقاء قبل الخصوم قد سعت جاهدة، بمباركة كل من كان يهمه أن تصبح الانتقالات إياها أمرا واقعا لا فكاك منه ، بعد أن علمت أنها كانت موضوع رسالة كشفت الجامعة الوطنية لموظفي التعليم بالجهة أنها بعثت بها إلى السيد وزير التربية الوطنية ، إلى تسويق أن نقابة يتيم لم تتأخر هي الأخرى عن الظفر بنصيبها من الكعكة ، إلا أنها ، كعادتها ، ” تأكل الغلة وتسب الملة “، كما تنعتها الجهة الآنفة الذكر . وفي محاولة يائسة لم تتردد ، هاته الأخيرة ، في الإشارة إلى أسماء داخل الجامعة الوطنية لموظفي التعليم ، كانت قد انتقلت فعلا ، لكن ، في إطار حركة انتقالية مؤطرة بقانون ملزم لكافة النقابات ذات التمثيلية في الجهة ، لتضليل الرأي التعليمي ، أو على الأقل لإفهام نساء ورجال التعليم المعنى الماكر للقولة الماكرة التي هذا نصها ” ليس في القنافذ أملس “. وذلك أضعف الإيمان .
وختاما، نتساءل : هل اقتنعت الجهات التي يعنيها أمر التعيينات الملغاة ، في مدينتنا على الأقل ، أن لعبة الاختفاء وراء اللغة الأثرية التي تجر المتلقي قسرا إلى زمن البارود ، والقيود ، وعشق الزنازن ، لم تعد تجدي مع أحد ، كما أن لعبة اقتناص الفرص ، ولعبة الابتزاز ، ولعبة الاصطياد في الماء العكر لم يعد لها محل من الإعراب ؟ !..
الشهمي العربي