احتضنت القاعة متعددة التخصصات بمدينة الفنون في آسفي انطلاق فعاليات المنتدى الاقتصادي أيديس 2013 والذي يستمر طيلة يومي 11 و12 دجنبر 2013 تنظمه غرفة الصناعة والتجارة والخدمات بشراكة مع عدة فعاليات تحت شعار (آسفي مدينة الفرص الجديدة ) ، وقد تضمنت الجلسة الافتتاحية كلمات كل من السادة عبد بن دهيبة والي جهة دكالة عبدة عامل إقليم آسفي ، كلمة خالد الشرقاوي مدير الاستراتيجيات بوزارة النقل والتجهيز واللوجيستيك ، كلمة المجلس الحضري للمدينة وكلمة السيد محمد المخودم .
تميزت معظم الكلمات برسم غد مشرق للمدينة إذ كان السيد الوالي كما في كل مناسبة يكرر نفس الأفكار المتعلقة بالإشادة بما تحقق في المدينة مند تعيينه معتبرا آسفي مدينة الفرص المتجددة خاصة مع توالي الزيارات الملكية للمدينة ( نونبر 2003 نونبر 2007 نونبر 2008 وأبريل 2013) وما وفرته المشاريع التي دشنها أو أعطى انطلاقتها جلالته خاصة خلال الزيارة الأخيرة للسكان من فرص شغل وهو ما أكدته كلمة مدير الاستراتيجيات بوزارة النقل الذي ركز على أهمية الميدان الجديد وربط آسفي بشبكة الطريق السيار ..
إلا أن كلمة مجلس المدينة والتي ألقاها السيد عبد الكبير بوندي نائب رئيس المجلس كانت مختلفة بتركيزها على أن المدينة تميزت في السنوات الأخيرة (بتراجع قدرتها على توفير ظروف عيش جيدة كما تزايدت الفوارق السوسيو مجالية بين مكونات التراب الاقليمي ، مما يؤكد ضرورة اعتماد نظام تدبير حضري دينامي قادر على التأقلم مع كل المتغيرات وعلى بناء أسس وقواعد للتكامل بين كل الفاعلين .) معلنا عن رفضه قبولأن تستمر إدارة المدينة ( خاضعة لمنطق التدبير التقليدي الكلاسيكي الذي أبان عن عجزه عن مواكبة المتغيرات والتجاوب مع الطلبات المتزايدة للساكنة ) محملا المسؤولية في ذلك إلى السلطات المومية التي (تعثرت على مدى عقود من الزمن في التغلب على الاختلالات واختزلت التدخلات الميدانية في بعض المعالجات القطاعية المنعزلة (كالسكن ،النقل والتجهيزات ….) ولنقرب القارئ من تفاصيل كلمة المجلس الحضري ننقل الكلمة كما ألقيت :
(( كلمة المجلس الحضري لمدينة أسفي
ألقاها نائب الرئيس السيد عبد الكبير بوندي
باسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
السيد الوالي ، السادة ممثلي وزير التجهيز والنقل، السيد رئيس غرفة التجارة والصناعة، السادة المنتخبين،
سيداتي سادتي
الواجب يقتضي تقديم الشكر للساهرين على تنظيم هذا المنتدى الاقتصادي الهادف والرامي الى اشراك السلطات والمنتخبين والفعاليات الاقتصادية والسياسية وفعاليات المجتمع المدني في التناظر والتشاور والتحاور في الشأن الاقتصادي المستقبلي لمجالنا الترابي، أسفي ، الحاضرة الساحلية وعمقها وامتدادها القروي.
أيها السيدات والسادة
ان الحاضر يصنع المستقبل والمستقبل يولد من باطن الحاضر ، والحاضر غير السوي سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وتدبيريا لا بد أن يفرز مستقبلا مليئا بالأعطاب ، متعدد المخاطر ، مجهول المصير .
اننا نتطلع للمستقبل بنظرة تفاؤلية كي تستعيد مدينتنا مجدها وعظمتها ،بالرجوع لقراءة التاريخ والوقوف على عثرات الماضي ،لأن الحاضر هو ثمرة الماضي، و هو الأهم لأنه بأيدينا ،لذا ، لابد من التعامل مع الحاضر وتطويعه وتطويره كي يكون نقطة مضيئة تساعد على تخطي صعاب المستقبل وتحقيق النمو المنشود ليس للتعافي من تركة الماضي فحسب بل لأن التحديات تتعاظم والمسؤوليات تكبر والتاريخ لايرحم .
لقد تميز الماضي بتراجع قدرة المدينة على توفير ظروف عيش جيدة كما تزايدت الفوارق السوسيو مجالية بين مكونات التراب الاقليمي ، مما يؤكد ضرورة اعتماد نظام تدبير حضري دينامي قادر على التأقلم مع كل المتغيرات وعلى بناء أسس وقواعد للتكامل بين كل الفاعلين . فالمدينة اليوم توجد في قلب رهانات وتقاطعات متعددة، وتواجه تحديات واكراهات تتزايد يوما بعد يوم، ومن المستحيل أن تستمر ادارتها خاضعة لمنطق التدبير التقليدي الكلاسيكي الذي أبان عن عجزه عن مواكبة المتغيرات والتجاوب مع الطلبات المتزايدة للساكنة ، ان حاجتنا اليوم ماسة لمشروع حضري جماعي مندمج ، تتقاسمه كل الفعاليات الحية في المجال الترابي ، يرسم مسار ومستقبل مدينتنا ويحدد مصيرنا المشترك فوق التراب الذي نتقاسمه جميعا ، انه طريقة عقلانية لتدبير اكراهات ورهانات التدبير الحضري.
وإذا كانت السياسات العمومية قد تعثرت على مدى عقود من الزمن في التغلب على الاختلالات واختزلت التدخلات الميدانية في بعض المعالجات القطاعية المنعزلة (كالسكن ،النقل والتجهيزات ….) فان المطلوب اليوم اعتماد مقاربة شمولية ترابية تدمج خصوصيات المجال في اطار تشاركي ، ذلك أن المدينة لايمكن اعتبارها مصدرا للمشاكل والتوترات فقط ، بل هي مجال خصب للإبداع والابتكار وتقديم المبادرات الهادفة من طرف كل الفاعلين المحليين كما أنها فضاء لاستثمار الفرص ودعم الجاذبية الاقتصادية ،
وتستمد سياسة المدينة أسسها من الدستور الجديد للمملكة والذي يكرس مبادئ المشاركة والتعددية والحرية وتكافؤ الفرص والعدالة الاجتماعية.
كما ترتكز هذه السياسة على توجيهات ملك البلاد نصره الله التي جاءت في العديد من الخطب الملكية وجسدتها على أرض الواقع زيارته الميمونة الأخيرة لمدينة أسفي ، وكانت التفاتة مولوية سامية مدرارة بالمشاريع الكبرى . حيث أشرف جلالته على اعطاء الانطلاقة وتدشين عدد من المشاريع الهامة التي تندرج ضمن الجهود المبذولة لتعزيز أوراش العمل الاجتماعي والنهوض بالتنمية البشرية وتقوية البنيات التحتية . ومما لاشك فيه أن هذه المشاريع التي تجسد ارادة جلالة الملك في توفير شروط حياة كريمة للمواطنين ، ستعطي دينامية جديدة للنشاط الاقتصادي بالإقليم وستمكن من خلق مناصب شغل وتعزيز جاذبية اقليم آسفي .
وفي الختام نتمنى التوفيق و النجاح لهذا المنتدى الاقتصادي الهادف الذي نعتبره بداية لتأصيل العمل التشاركي الحريص على مستقبل الساكنة والمجال والقادر على ضمان تلاحم وتكامل مختلف البرامج والتوجهات الممكن تفعيلها على مستوى المدينة والاقليم والقادرة على استشراف المستقبل وبناء مستقبل حضري أفضل ـ
وفقنا الله جميعا لما فيه خير البلاد تحت الرعاية السامية والسديدة لصاحب الجلالة نصره الله وأيده.
والسلام عليكم))
ومباشرة بعد الجلسة الافتتاحية واستراحة شاي انطلقت أشغال الورشة الأولى تحت شعار ( من أجل رؤية مندمجة للمشاريع الكبرى المهيكلة )
الكبير الدايدسي