حمَّل المكتب الوطني للجمعية المغربية لمدرسي الفلسفة الوزارة الوصية مسؤولية توريط نفسها في الدفاع عن كتب أجمع المفكرون والمثقفون والباحثون وجمعيات المجتمع المدني على طابعها الإيديولوجي الوهابي الخطير؛ وهي كتب لا تحترم مبادئ الوسطية والاعتدال والتسامح التي دعت إليها التوجيهات الملكية ومنهاج مادة التربية الإسلامية.
وأوضح المكتب في بلاغ له موجّه إلى الرأي العام الوطني والدولي أن وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني، لم تتجاوب مع مطلب الجمعية والقاضي بسحب هذه السلسلة من الكتب المسيئة للفلسفة والعلوم وحقوق الإنسان والطفل ومكتسبات الحضارة الإنسانية.
وجدد المكتب ذاته مطلبه بسحبها من التداول المدرسي حفظا لناشئة الوطن من التطرف، وفتح الحوار مع الجمعية لإنهاء هذا الجدل، محمّلا المسؤولية المباشرة لمدير المناهج، حيث استنكر مكتب الجمعية سياسة الهروب إلى الأمام التي ينتهجها وتملصه من تحمل مسؤولياته في التأشير على كتب تهدد مستقبل المدرسة المغربية بذريعة الكلفة المالية لسحب هذه الكتب.
وأكّدت الجمعية في بلاغها أن إصلاح منهاج مادة التربية الإسلامية لا يزال في حاجة ماسة إلى إعادة التصويب، وخاصة في حديثه الفج عن الفلسفة الراشدة والإيمان الحق؟ كما أن المداخل الصوفية الجيدة التي تم تبنيها لتدريس مادة التربية الإسلامية كالتزكية والاقتداء والاستجابة والقسط والحكمة قد تم إفراغها من مضمونها الروحاني وتم ملؤها بمضامين ذات بعد وهابي ظاهر وباطن.
وفنّد البلاغ ذاته ما تدّعيه الوزارة أن الأمر يتعلق بنص واحد ضمن كتاب واحد للسنة الأولى بكالوريا، بل بالكتب الثلاثة لمنار التربية الإسلامية ذات البعد الوهابي شكلا ومضمونا؛ كما أن نص السلفي ابن الصلاح الشهرزوري، لم يقدّم كما زعمت الوزارة في سياق بيداغوجي يهدف إلى إثارة النقاش، بل جاء كاستنتاج وخلاصة لتأييد المواقف المتطرفة من الفلسفة والمنطق.
إلى ذلك، استنكرت الجمعية تهريب مواضيع من اختصاص الفلسفة إلى مادة التربية الإسلامية بما لايحترم الحدود الإبستمولوجية للمجالات المعرفية، مشددة على ضرورة مراجعة برامج المادة بما يخدم دورها الروحي والتخليقي ورسالتها التربوية النبيلة وعدم الزج بها كي تكون شُرطي المواد التعليمية الأخرى.
وختمت الجمعية المغربية لمدرسي الفلسفة بلاغها بدعوة كافة وسائل الإعلام الوطنية والدولية والمفكرين والمثقفين والباحثين وهيئات المجتمع المدني والسياسي إلى حضور فعاليات الأيام الدراسية التي ستنظمها بالرباط في موضوع ” الفلسفة وسؤال التربية على القيم في منتصف شهر فبراير المقبل، والتي ستختتم ب “إعلان الرباط من أجل الفلسفة” والذي سيتم رفعه إلى جميع المؤسسات الوطنية والدولية المهتمة بشأن الفلسفة.